أمل نصرالله
بعد أشهر من الانتظار اقترب موعد انتهاء الكابوس العالمي ، فاللقاح المنتظر شارف على الوصول ؛ بعد أن خيّم شبح كورونا على لبنان ووصل عدد الاصابات الى 3497 في اليوم بحسب اخر الاحصاءات . اللقاح القادم بات محور كل حديث بين معرض عنه ومقبل عليه.
اللقاح المنتظر هو لقاح " فايزر"، وسيصل في منتصف شهر شباط وهو أول لقاح يحصل على مصادقة منظمة الصحة العالميّة وهذا بعد مراجعة خبراء عالميين وهو من صناعة شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانيّة بيونتك و شركة فايزر الأميركية وهي شركة عالمية لتصنيع الأدوية.
يحتوي اللقاح على مكونات صناعية أو منتجة كيميائيًا ومكونات منتجة إنزيميًا من مواد طبيعية مثل البروتينات. لا يحتوي على أي فيروس حي انما جزء صغير من التسلسل الفيروسي لفيروس SARS-COV-2لإرشاد الجسم لإنتاج بروتين سبايك المعروض على سطح الفيروس، ثم يولّد هذا البروتين المرتفع استجابة مناعية للفيروس لمنع العدوى. صناعة اللقاح ليس حلا كاملا بل لابد من التأكد من توفيره لجميع أنحاء العالم ، لذا أطلقت منظمة الصحة العالميّة والمفوضيّة الاروبيّة وفرنسا منصة COVAX هذه المنصة الناتجة عن تعاون عالمي تجمع بين الحكومات والمنظمات الصحيّة العالميّة والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص بالاضافة الى العمل الخيري ، لضمان توفير اللقاح ووصوله بانصاف الى جميع أنحاء العالم بغض النظر عن ثرواتهم. أنشأت COVAX أكبر مجموعة من اللقاحات وأكثرها تنوعًا في العالم ، مع تسعة لقاحات مرشحة قيد التطوير بالفعل وتسعة أخرى قيد التقييم ولأن لبنان بدأ بالمفاوضات باكرا مع الشركة الأميركيّة "فايزر" أُتيح له بأن يكون من أول الدول الحاصلة على اللقاح وبسعر تنافسي.
وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن على أن "هذا اللقاح سيغطي 15% من اللبنانيين في حين ستغطي منصة "كوفاكس العالمية للقاحات" 20% منهم". وقد حجزت وزارة الصحة لقاحات اضافيّة من شركة Johnson والتي ستصل بمجرد انتهاء المصادقات العالمية على اللقاح وتعمل الوزارة على تأمين مليوني لقاح من من شركتي "sinopharm" و "astrazeneca". ولا تزال المباحثات مع شركتي "moderna" الأميركية و "sputnik" الروسية بمساهمة القطاع الخاص لتأمين كميات اضافية وفق الشروط العلمية العالمية التي ترعاها منظمة الصحة العالميّة.
وبالحديث عن وصول اللقاح الى لبنان ، كيف ستكون ردود الفعل تجاهه؟
اختلفت الاراء وتفاوتت بين الناس حول اللقاح، بين مرحب باللقاح مؤمن بالجهود الطبية العالمية المبذولة ، وبين رافض اما لشكوك علمية أو مواقف ايديولوجية. أما الجزء المعارض لشكوك علميّة فكان رفضهم لاعتقادهم بأن اللقاح يغيّر بالحمض النووي البشري ومنهم من عبر عن رفضه خوفا من العوارض الجانبية للقاح أو بسبب الأخبار الشائعة التي تقول بأن أخذ اللقاح يتسبب بالفيروس أو بأن اللقاح يتسبب "بالعقم".
يجيب موقع "فايزر" عن بعض هذه التساؤلات العلمية فيؤكد أولا على أن هذا اللقاح لا يغير بالحمض النووي البشري اطلاقا ولا يتكامل معه، وهو على عكس اللقاح التقليدي الذي يستخدم أجزاء من الفيروس المعطل أو الميت أو أجزاء من الفيروس الفعلي لتحفيز الاستجابة المناعية كما وأكدوا على أن اللقاح لا يتسبب بالعقم وليست هنالك أية بيانات تدل على أن اللقاح يسبب العقم بالاضافة الى أنه لا يوجد لقاح يمكن أن يتسبب في إصابة المريض بالمرض الذي تم تطعيمه ضده. أما بالحديث عن العوارض الجانبية للقاح فهي محتملة وتشمل: الألم في موضع الحقن ، التورم في موضع الحقن ، التعب والصداع ، الم في المفاصل والعضلات ، حمى ، غثيان ، توعك ، بالاضافة الى اعتلال العقد الليمفاوية وتضخمها.
وفي الجانب الاخر هناك من عبر عن رفضه بأنه لن "يخاطر" بأخذ اللقاح وذلك لاعتبرات سياسية وتوجهات حزبية ومنهم من يعتمد قبولهم للقاح على البلد أو الجهة المطورة فالبعض يرحب باللقاح الايراني أو الروسي والبعض باللقاح الصيني والبعض الاخر باللقاح الأميركي وهناك من اعتقد أن هذا اللقاح هو عبارة عن مؤامرة ومصنوع للعرب وحدهم من أجل ابادتهم.
تتوالى الشكوك وتكثر الى أن تنجلي الحقيقة يوما ويردد السؤال نفسه ماذا لو اعتبر الناس آنذاك أن لقاح الجدري او الحصبة مثلا مؤامرة ألم تكن لليوم هذه الامراض مرعبة ومميتة؟