الولايات المتحدة الاميركية والادارة الجديدة (نادر حسان صفا)


 



المهندس نادر حسان صفا
في عالم السياسة لا يستطيع رئيس اي بلد ان يتجاهل شريحة من شرائح شعبه مهما كانت صغيرة. وينطبق هذا الواقع على الرئيس الاميركي الحالي . فبعد فوزه بالرئاسة وجد بايدن ان غريمه الشرس دونالد ترامب الذي اخرج عنوة من البيت الابيض قد ترك له ساحة مليئة بالصراعات على الصعيدين الداخلي و الخارجي.
فترامب، ورغم خسارته في الانتخابات قد وضع بصمة مؤثرة في الساحة السياسية الاميركية، فهو يعتبر الان الرئيس الثاني بعد الرئيس المكلف حاليا جو بايدن الذي يحظى في الولايات المتحدة الاميركية بنسبة عالية من الاصوات المؤيدة وفقا" للاصوات و الارقام في المجموع الانتخابي الشعبي . هذا يدل على ان شريحة كبيرة من الاميركيين لا يؤيدون ترؤس بايدن البلاد مما سيصعب عليه المرحلة القادمةخلال توليه الرئاسة و يتطلب منه العمل الجاد الدؤوب لاتمام المهام المكلف بها لجهة اعادة بناء الاقتصاد الاميركي و تحسين الوضع الاجتماعي الذي تراجع في الآونة الاخيرة ،الى جانب ترتيب و تنظيم هيكلية العمل السياسي في الولايات المتحدة الاميركية مع الخارج ، خاصة مع اوروبا التي شهدت حركة جمود في العلاقات في فترة ادارة ترامب. فعلى بايدن اليوم العمل على ردم الفجوة بين الاميركيين وتوحيد البلاد و على اعادة الثقة في النظام السياسي الاميركي .
اما عن الولايات المتحدة الاميركية اليوم فهي شبيهة ببلدين متنازعين متناحرين. فبالرغم من رحيل ترامب الا ان اتباعه المتشددين مازالوا متربصين في الساحة متتبعين كل خطوات بايدن ومترصدين زلاته في الادارة الجديدة مما يعني انها التي لن تخل من بصمات ترامب ، الامر الذي قد يضع العصي في طريق بايدن في ادارة شؤون البلاد .
ان تبعات انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ و توتر العلاقات في عهده بين الولايات المتحدة وبين كوريا الشمالية اضافة الى فشله في الملف التجاري مع الصين مهمات يعول على بايدن اعادة ترتيبها . ولا شك ان القرارات التي اقدم بايدن على تنفيذها عند استلامه الحكم مغايرة تماما لسياسات سلفه الجمهوري، تلك القرارات التي تتمحور حول جائحة كورونا التي تحصد اليوم مئات آلاف الارواح في العالم و خاصة في الولايات المتحدة الاميركية،الى جانب الهجرة و تغيير المناخ. فقد بدأ الرئيس الجديد بتعديل علاقاته مع الدول الاسلامية عبر انهاء حظر السفر الذي كان مفروضا من قبل ترامب و الذي شمل نحو اثني عشر دولة اسلامية الى جانب الغائه لقرار الرئيس السابق اعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، كما انه قد وقع قرارات تنفيذية لمواجهة فيروس كورونا بدءا" من الغاء قرار انسحاب ترامب رسمياً من منظمة الصحة العالمية و انشاء مكتب مختص في البيت الابيض لمواجهة هذه الجائحة و فرضه على جميع المكاتب الفيدرالية ارتداء الكمامات.




يرتقب الجميع اليوم قرارات بايدن حول منطقة الشرق الاوسط و خاصة لبنان الذي يعاني من ضغوطات خارجية و عقوبات قد طالته من قبل الادارة الاميركية السابقة ،ناهيك عن الملف النووي الايراني الذي كان و مازال الشغل الشاغل في المنطقة والذي يبدو مفتوحا"على سيناريوهات عديدة بعد تشريع بايدن و ادارته في العمل على صعيد ملفات السياسة الخارجية ووعود من قبل المتحدثين باسمه بانه سيناقش هذا الملف مع قادة العالم. و قد بدأ بايدنفعلاً بذلك مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون حيث اتفقا على التعاون في ملف ايران و هذا ما يطمئن طهران ويحثها على الدخول في سكة الحلول.
تعقدت العلاقات بين الدول الكبرى بسبب ادارة ترامب للولايات المتحدة الاميركية و ساد الجمود اجواء التعاون مع الدول الاوروبية مما انعكس سلبا على منطقة الشرق الاوسط التي كان لها نصيبا من الدعم في وصول بايدن للحكم و انهاء ديكتاتورية ترامب. وعلى امل ان يفتح الرئيس الاميركي الحالي باب الحلول في المنطقة يترقب الجميع دعمه للملف اللبناني الذي بات واضحا انه مرتبط مباشرة بالعوامل و القرارات الخارجية.

Share this

Related Posts

Previous
Next Post »

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer