صدر الانسانية.. ما أحوجنا إليك في زمن الإرهاب المتكابر (د.محمد قانصو)


الدّكتور محمّد قانصو


صدر الانسانية..

ما أحوجنا إليك في زمن الإرهاب المتكابر!

فالصّدر مدرسة الإنسان ، وجامعة الفكر ، وموسوعة الحبّ والكرامة.. 

هو الصّدر ما زالت أنفاسه في عمق جوارحنا،  حين تختلج مشاعر الذكرى ، وتتوقّد من عام إلى عام ،  ما بين جحيم الغياب وجنّة العودة…

سيّدي ما أحوجنا إلى ربيع العودة، في زمن خريف الأمّة ونيرانها الملتهبة ! فمراكبنا شاغرة ،تائهةٌ، يتجاهلها موج الانتظار ، فأنت أنت الشّراع لسفن قلوبنا التي أتعبها أمل اللّقاء…

يا أيّها الصّدرُ الّذي يسكن دهاليز العتمة، فليتذكّر التّاريخ أنك ضوء الأمّة، وأنّك للحقّ الحقّ في وجه  الباطل…

ليكتب التّاريخ على صفحاته أن للإمام الحسين سفيرًا آخر للثّورة،  وسفيرًا للإنسانية ، وسفيرًا للحرمان ، لم يخرج أشرًا  ولا بطرًا، إنّما خرج لأجل الإصلاح في أمّة جدّه ،ساعيًا إلى الحقّ،  وقاصدًا وجه العدالة..
هو الّذي شرب من نبع الكرامة ومن عبق الطّيب المحمّديّ، مناديًا حيّ على خير العمل ،فلمعت” أمل  ” من حنجرته وشرايين فؤاده ،فسارت على دربه مواكب الشّهداء.

وشهداء أمل لا تنقصهم العزيمة ولا الإيمان، ولا الشّرف ،يسطّرون أروع الملاحم ..

سجّل أيّها التّاريخ نحن أبناء الصّدر  بما ملكت أيماننا من الصّدر وعقيدة الصّدر ،وخُطى القائد النّبيه…
ما أحوجنا إلى صدرٍ قرأ التّاريخ  ناظرًا إلى البعيد ! فهو القائل: “أيّ طلقة تُطلق على دير الأحمر ،أو القاع، أو سليقا ،إنّما تُطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي”…

فأيّ إنسان أنت ؟!وأيّ إمام ؟!

هو القائل: “اليوم زاد عدد المحرومين واحدًا ، وهو لبنان..”

هو من قال : “إنّنا كالأمّ الحقيقية سنقف بكلّ وعي وحذر ،وسنبذل الغالي والرّخيص في سبيل عودة السّلام ،والهدوء إلى الوطن..“.

هو صدر الكرامة، كتب التّاريخ بخبر الحقيقة المُرّة ،قبل أن يأتي وبعد أن غُيِّب، فمن أنتم يا صنّاع الحرب..؟.. 

هو من دافع عن كلّ عربيّ، لم يُفرّق بين مذهب وآخر ،وعن حقّ كلّ فلسطينيّ ،انتُبِذَ من أرضه.   ووقف في وجه الشّرّ المطلق إسرائيل ،  وما خنع لعدوّّ…أو انكسر…

لكنّ دموع الأطفال كانت تهزّه، ودموع الأيتام كانت تقهره…

لأنّ الإنسان يُقاس بمواقفه وإنسانيّته لا بأنواع أسلحته..
سيّدي أرادوا تغييب الحقيقة ،لا واللّه فأنت كالشّمس الّتي لا تغيب أو تفارق…

وسنبقى على الذّكرى كما على العهد والوعد، ولو  طالت،  وننتظر من عامٍ إلى عامٍ  ،وفي الانتظار شوكة نزرعها في عين كلّ كارهٍ حاقدٍ وعدوّ وخائن.. وسلامٌ عليكَ يوم وُلِدت ويوم غُيِّبْتَ ويوم تعود يا أمل المحرومين.


Share this

Related Posts

Previous
Next Post »